الاثنين، 20 أكتوبر 2014

التكنولوجيا الرقمية تفتح أبواب المعرفة أمام المكفوفين

توجهت البحوث التكنولوجية في الآونة الأخيرة لمساعدة الأفراد المعوقين بصرياً في التعويض عن فقدانهم لحاسة البصر بتوظيف تكنولوجيا التعليم لمساعدتهم على التواصل مع العالم الخارجي والاطلاع على ابرز ما توصل اليه العلم في هذا المجال


ويواجه كثير من المكفوفين بصريا تحديات كبرى في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة التي ما تزال تسير بخطوات بطيئة نحو ادماجهم في هذا العالم وخاصة في المجال التربوي.



وفي هذا السياق، تحدثت الباحثة إلهام اسماعيل المتخصصة في تكنولوجيا التعليم لوكالة أنباء سانا، عن أهمية استخدام التكنولوجيا مع الأفراد ذوي الإعاقة البصرية مبينة انها تضم مجموعة من الطرق تستخدم أجهزة خاصة لتحويل المادة المكتوبة إلى ذبذبات خاصة يمكن للمعوق بصريا أن يميزها وبالتالي يتمكن من قراءة النص المكتوب واستخدام الحاسوب وربطه مع أجهزة برايل المطورة إضافة إلى استخدام أجهزة الاوبتكون لتساعد المعوقين بصرياً على قراءة النصوص المكتوبة وعلى الحركة والتنقل في الاتجاه الصحيح والعمل على إرشادهم في حال وجود العقبات أمامهم.

ولفتت اسماعيل إلى أن الحاسوب يقدم عددا من الخدمات للأفراد المعوقين بصريا وخاصة في مجال التربية والتعليم والمتمثلة في قراءة الرسائل والتقارير المدرسية والمتطلبات المدرسية بطرقة لفظية مسموعة وذلك من خلال تحويل تلك المواد المطبوعة إلى مواد منطوقة مسموعة.

وكشفت اسماعيل عن جهاز آخر يمكن للمعوقين بصريا الاستفادة منه وهو الدائرة التلفزيونية المغلقة حيث يصور هذا الجهاز ما هو مكتوب أو مطبوع أو مصور على ورقة الكتاب عن طريق كاميرا مرفقة مع الجهاز ويعرضه بشكل مكبر على شاشة التلفزيون ويقوم الشخص المستخدم له بتعديل العدسة ويكبر الطباعة على النحو المرغوب فيه.




ومن الاجهزة التي يستفيد منها المعوقون بصريا جهاز الأوبتكون الذي يعمل على تحويل المعلومات المطبوعة أو المكتوبة إلى ذبذبات كهربائية توءدي إلى وخزات خفيفة على سبابة إحدى اليدين حيث توجه كاميرا صغيرة يمسكها الشخص المستخدم ويحركها فوق المادة المكتوبة بيده بينما توضع اليد الأخرى على طرف الجهاز وتوجه سبابة اليد على المكان المناسب للإحساس بالذبذبات التي تشكل صورا للحروف المكتوبة على الورقة.



وتشير إلى إن عملية التدريب على استخدام هذا الجهاز ليست سهلة وتتطلب أن يكون الكفيف على علم كاف بكل أشكال الحروف المكتوبة بالطريقة العادية ويستغرق التدريب على هذا الجهاز وقتا طويلا وتوصف القراءة عن طريق الأوبتكون بأنها أبطأ من القراءة عن طريق برايل كما يمكن استخدام هذا الجهاز للقيام بالعمليات الحسابية لأنه يسمح بقراءة المعادلات المعقدة التي يصعب القيام بها عن طريق آلة برايل.



اما جهاز فيرسا برايل فيحول الكلام المسجل على شريط آلي نقاط برايل البارزة، ويوجد على الجهاز صفيحة تبرز من خلالها نقاط برايل عندما يعمل المسجل حيث يقوم الفرد بالقراءة كما هو الحال عند القراءة بطريقة برايل العادية وعندما ينتهي الفرد من قراءة سطر الموضوع على الصفيحة بلمس مفتاح خاص فيتغير السطر وهكذا ويستخدم هذا الجهاز للقراءات البسيطة.




وتطرقت اسماعيل إلى أهمية الأشرطة والمسجلات في تعليم المكفوفين مبينة أن استخدام المواد التعليمية المسجلة على أشرطة من الطرق الشائعة الاستخدام وهي من الطرق الأكثر قبولا لأنها تسرع في وصول الفرد إلى المادة التعليمية غير المتوفرة بطريقة برايل.



وتستخدم المسجلات الأخرى للملاحظات الصفية وتسجيل الحصص ويستطيع الفرد الرجوع إليها عند الضرورة وهناك أجهزة تسجيل خاصة للمكفوفين تعمل على ضغط المادة المسجلة في حيز قليل ولهذه الأجهزة إمكانات تسريع المادة بالقدر الذي يستطيع الكفيف متابعته وهذا يقلل الوقت إذا كانت المادة التي يجب مراجعتها سمعيا كثيرة.

وترى براءة الحلبي مكفوفة خريجة ادب عربي ان التكنولوجيا تحمل اهمية كبيرة بالنسبة للمكفوفين وخاصة لمساعدتهم في التعلم مشيرة الى انها اعتمدت في دراستها الجامعية على المسجلة ثم على الام بي فور لتسجيل المحاضرات واعادة قراءتها.




اما علي حسان مكفوف طالب تاريخ فأشار إلى أنه خلال دراسته في معهد المكفوفين استفاد من برنامج ابصار في التواصل مع العالم الخارجي عن طريق الحاسوب وقراءة المعلومات على الإنترنت.




بدورها تشير ريم السعدي مكفوفة طالبة علم اجتماع الى اهمية استخدام التكنولوجيا من قبل المكفوفين لمساعدتهم في التعلم مبينة انها تستعمل الهواتف الذكية التي تحوي على قارئات صوتية لقراءة الكتب.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق